الصفحة الأساسية > GUERRE DE LIBERATION > 2012 : 50ème ANNIVERSAIRE DE L’INDÉPENDANCE > "حزب الإتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري بمدينة وهران" (**)

"DÉBAT D’IDÉES AUTOUR DE LA COMMUNICATION DE MALIKA RAHAL: "L’UDMA à ORAN"

"حزب الإتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري بمدينة وهران" (**)

BOUMEDIENE LECHLECH

الاثنين 11 حزيران (يونيو) 2012

بعض الآراء حول مداخلة المؤرخة الجزائرية ملكة رحال (*) بعنوان

contribution - débat d’idées sur la communication
" l’UDMA à Oran "
de l’historienne Malika Rahal (*) de l’IHTP

يتضح لنا من خلال هذه المحاضرة القيمة تحكما كبيرا في الموضوع من طرف الباحثة التي و بدون شك تعمق أطروحتها الجامعية حول تاريخ حزب إ.د.ب.ج بدراسة مزدوجة المصدر, ميدانية و مبنية على التوثيق خاصة المخابراتي و الصحفي, مع إندثار الأدبيات الحزبية. و يمكن أن توسع هذه الدراسة إلى كل المنطقة الغربية حتى تكتمل النتائج و الإستنتاجات مستقبلا. [1]

إن المقاربة بالمقارنة بين مدينتي وهران و قسنطينة تساعد كثيرا على إدراك خصوصيات هذا الحزب المحلية و المنفردة عن باقي المدن الأخرى, لتميزها بالطابع الشعبي للقاعـدة , والإندفاع البدني للمناضلين في مختلف التظاهرات الشعبية و النقابية خلافا لما يروج عادة,ولكن دون مبالغة. [2]

إن المحاضرة تعـيد النظر في الكثير من الأفكار المسبقة حول هذه الحركة الموصوفة عادة بالبورجوازية والنخبوية العلمانية و الفرنكوفونية بأمثلة حية تدل على صلتها بحركة جمعية العلماء المسلمين و المساهمة في تشييد بعض المدارس مثل نادي السعادة. كما توضح صلتها بفئة الشباب عن طريق تنظيم خاص بهم و بعض النسوان رغـم قلة عـددهن بمشاركة طالبات الثانويات. [3]

تناولت المؤرخة تجربة العمل الوحدوي مع باقي الأحزاب مثل حركة إنتصار الحريات الديمقراطية والحزب الشيوعي في إطار "ج.ج.د.إ.ح.د" , لكن دون أن تشير إلى حركة إنتقال المناضلين من حزب إلى آخر مثل محمد بن أحمد الذي إنتقل في سنة 1952 إلى حزب سويح الهواري .و الروابط العائلية و العصبية القبلية بين مناضلي مختلف الأحزاب والجمعيات التي تفسر التقارب رغـم الإختلاف الطبقي.كما أدى هذا الأمر إلى التحالف الإنتخابي خاصة في المجلس البلدي سنة 1953 خلافا للعاصمة التي عاشت التناحر و الإنفراد الحزبي. ويرى بعض أعضاء م.خ أن حزب البيان إرتاح لأزمة حزب مصالي الحاج. [4]

ورد تدخل الأستاذ عـبيد أحمد في تفسير هذه الخصوصية لمدينة و هران التي تعود للغليان الإجتماعي من خلال الحركة النقابية و العمالية النشطة , بل و كل القطاع الوهراني عموما , كأرضية إجتماعـية ـ سياسية. و ملاحظته فيما يتعلق بمطلب الإستقلال الوطني في البرنامج السياسي في محلها بالنسبة لكل الأحزاب المعتمدة رسميا التي كانت محكومة بسياسة دستور " الوحدة الفرنسية " كإطار للعمل السياسي و الإنتخابي العلني.إلا أن هذا المطلب الجوهري لكل فصائل الحركة الوطنية أخذ يتصدر البرامج السياسية رغـم إختلاف النظر في الوسائل لبلوغه ( كفاح مسلح, نضال سياسي سلمي... [5]

كذلك ملاحظة الأستاذ دلاي أمين كانت موفقة لما إسترشد بمثال البحوث و الإهتمام بالشعر الملحون و التراث الشعبي لبعض المثقفين المنتمين لحزب البيان مثل أحمد الطاهر و عزة عبد القادر و غـيرهما ليبين تجذر هذا الحزب في الثقافة الوطنية و الذاكرة الجماعية والمخيال الشعـبي. [6]

ولعـل إندماج هذا الحزب في الكفاح المسلح ,الموصوف بالمتعـقل, بعد إنسداد كل الأبواب السلمية أمام تعنت الإستعمار الفرنسي خير دليل على وطنيته, رغـم محدوديته و نسبية جذرية مواقفه السياسية. إذ أعطى العديد من الإطارات لجيش و جبهة التحرير الوطني و تولى قائده رئاسة أول حكومة مؤقتة للجمهورية الجزائرية في إطار تحالف و طني واسع بين قواه الوطنية و الإجتماعـية. [7]

والمفارقة التاريخية هي أنه من كان يوصف بالإصلاحي اللين, أي فرحات عباس, سبق من كان يوصف بالثوري الجذري, أي مصالي الحاج, في الإنضمام إلى صفوف الثورة و كان دوره متميزا رغـم تناقضاته. [8]

إن كتابة التاريخ السياسي لتنظيم مثل حزب البيان أو آخر لا يقتصر على دراسة المواقف الواردة في بياناته بل يرتكز على رصد و تحليل نشاط قاعدته التي غالبا ما تكون سباقة في اتخاذ الموقف الصحيح في الظرف الحاسم مثل ما حصل في المنطقة الوهرانية لهذا الحزب مع إندلاع شرارة فاتح نوفمبر1954. [9]

لشلاش بومدين

وهران 10 جوان 2012.

باحث في التاريخ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

.

(**) ملاحظة حول عـنوان المحاضرة.

كان عـنوانها كاملا " المقر, المدرسة, الشارع و الأجمة. سياسة إ.د.ب.ج بوهـران ".بما أن مضمون المحاضرة كان يدور حول ما يميز نشاط هذا الحزب بمدينة وهـران , كان يمكن إضافة عـبارة " الخصوصية المحلية " لهذا العـنوان المركب ( كعـنوان فرعي) و فعلا كانت المحاضرة ثرية بالأمثلة الحية و الروايات الشفوية التي تنزع جفاف الوثائق الصماء رغـم قلة الحاضرين.


(*)
هي باحثة في معهد تاريخ الزمن الحاضر في باريس, و صاحبة كتاب حول الشهيد علي بومنجل, و الأطروحة الجامعية حول تاريخ حزب فرحات عباس إ.د.ب.ج.ولقد ألقيت المحاضرة في المركز الأمريكي للدراسات المغاربية في الجزائر بوهران يوم 4 جوان 2012 على الساعة العاشرة صباحا. والآن تبحث حول تاريخ حزب الطليعة الإشتراكية.

(*) auteur d’un livre sur le chahid Ali Boumendjel , et d’une thése sur l’histoire de l’UDMA.



[1ـ فعلا الوثائق الحزبية إندثرت للأسباب التي ذكرت مثل إخفاء الإنتماء الحزبي السابق لحرب الإستقلال الوطني التي أصبحت مؤسطـرة نوعا ما و ظروف نظام الحزب الحاكم الواحد... ـ كان القطاع الوهراني بمختلف مدنه يعكس توسعـا في تجذر حزب إ.د.ب.ج مما ساهم في تبلور الوعي الوطني المعاصر و الإمتزاج البشري. و كانت المنطقة مكان وفود للجزائريين من الشرق و بلاد القبائل و الجنوب... نظرا لتمركز المعمرين و أوربتها و توفـر فرص العـمل نسبيا.

[2استطاعت المؤرخة أن تعيد لذاكرتنا الجو السياسي السائد في بعـض ملامحه في الفترة الممتدة ما بين 1946 و 1954 بفضل ما جمعته من إستجواباتها الميدانية للأعضاء البارزين لهذه الحركة السياسية مثل معاشو عـبد القادر و راشد
عـبد الله...في الأحياء الشعبية مثل الحمري و المدينة الجديدة و سيد الهواري .

ـ لعبت وهـران دور ا فعالا في التضامن مع ضحايا مجازر 8 ماي 1945 بما فيه التـكفل ( التبني) بالأطفال اليتامى , و أورد شاعـرها الباسل الهواري حناني المنادي للكفاح المسلح في 1930, قبل وفاته بقليل في 1946, قصيدة بمناسبة الذكرى الأولى للأحداث الدامية يصف فيها ما جرى و يحث على النضال من أجل الحرية.

[3ـ إن هذا الحزب يمثل في حقيقة الأمر الفئات المتوسطة بما فيها الفلاحية و النخبة المثقفة( أنظر بن عـلي بوكرط, نفس الظهرة, م.و.ك, الجزائر 1986 , ص.117 ).هذا الأخير إنتقل من الحزب الشيوعي إلى حزب البيان في أول وهـلة.

ـ كان مطلب العلمانية ( فصل الدين عن الدولة) مشتركا بين كل أحزاب الحركة الوطنية, إضافة إلى جمعية العلماء المسلمين التي رفع فيها رئيسها مذكرة للمطالبة بتطبيق قانون 1905 الذي كان يقتصر فقط على المسيحية و اليهودية ( أنظر كلود كولو و جون روبيرت هنري , الحركة الوطنية بالنصوص 1912ـ1954 , د.م.ج , الجزائر 1981).

[4ـ لم يكن هناك حاجـزا مانعا لتنقل المناضلين من حزب إلى آخر حسب الظروف داخل الحركة الوطنية إضافة إلى الروابط الودية التي سهلت العـمل الوحدوي. مثلا كان محروز بن عمر له إبن عمه في حزب البيان في عين تموشنت. و لعل مثال سبدو كان نموذجا للوحدة في العمل خاصة بين حزب البيان بقيادة قرموش محمد و الحزب الشيوعي بقيادة برحو مجدوب و طاهر غمري ( شهادة برحو). أما جمعية العلماء غـير السياسية كانت مشتركة للجميع بفضل دور بوشامه عبد الرحمان سابقا.

ـ محمد بوضياف, التحضير لأول نوفمبر 1954, دار النعمان , الجزائر 2011 ,ص.68

[5ـ أنظر أطروحته الجامعـية و تحليل محفوظ قداش حول بوادر نوفمبر 1954 الذي يتكلم في كتابه حول تاريخ الحركة الوطنية, الجزء الأول, عـن " الحراك الإجتماعي في المنطقة الوهرانية ".

ـ البديل السياسي للإستقلال الوطني توفر مع إندلاع الحرب العالمية الثانية في سبتمبر 1939 , و لم يكن وهما كما قال أ. عـبيد , بل شروط تحقيقه في شمال إفريقيا لم تكتمل نظرا لموازين القوى التي ترتبت عن نتائج مؤتمرات الحلفاء مع نهاية الحرب. و لكن فتحت نافذة للتاريخ لم يستحسن إستغلالها كما تم في مناطق أخرى من العالم.و كان إحتمال إستقلال بمضمون إجتماعي آخر أقل جذرية ممكنا لو تماسكت الجبهة الداخلية وموقف الإتحاد السوفياتي بسياسته الستالنية المدعـمة لإستراتيجية الحزب الشيوعي الفرنسي الوهمية و الشمولية التي كانت تربط مستقبل الجزائر" بفرنسا شيوعـية" بحجة إمكانية سقوطها تحت النفوذ الأمريكي.

ـ إن الوهم كان و ظل الإتكال على مساندة أمريكية عـند العديد من الوطنيين و القوميين أثناء حرب التحرير و حتى الآن.

[6ـ أحمد طاهر أنجز كتابا يبحث عن النظام العروضي و الأوزان الخاصة بالشعـر الملحون . أما عـزة عـبد القادر فقدم أطروحة عـن الشاعـر مصطفى بن ابراهيم. إضافة إلى بودالي سفير الذي لعـب دورا في النهوض بالموسيقى الجزائرية بكل أنواعها...و الإلتحاق المتأخر للمؤرخ عـلي الحمامي المقيم في المشرق , والذي من المحتمل جدا أنه أغـتيل برفقة ممثلي تونس و المغرب الأقصى في حادثة طائرة عند العـودة من المؤتمر الإسلامي المنعقد في باكستان في ديسمبر 1949.

[7ـ هناك العديد من المراجع الجزائرية تناولت موضوع حرب الإستقلال الوطني ( حربي محمد, تقية محمد, سليمان الشيخ,...).

ـ أنظر قي برفيي , الطلبة الجزائريين للجامعـة الفرنسية 1880ـ1962 , منشورات القصبة, الجزائر 2004.

[8ـ عـرفت الفترة الأخيرة إصدار مؤلفات كثيرة حول السيرة الذاتية للشخصيتين و مذكراتهما إضافة إلى إعادة طبع بعض الكتابات لفرحات عـباس. كما أعـيد لهما الإعـتبار رسميا من طرف السلطة , لكن التاريخ لا يمكنه أن يكشف عـن كل جوانب المرحلة الحاسمة إلا بتوفر الوثائق و المصادر الأولية و لا يخضع لأوامر السلطة السياسية و النزعـة الذاتية.

[9ـ عـبد الرحيم طالب بن دياب, كتابة التاريخ ( دراسة نقدية من أجل كتابة تاريخنا الوطني) مطبوعة, الجزائر , ماي 1981.

ـ إن قواعد كل من حركة إنتصار الحريات الديمقراطية و الحزب الشيوعي الجزائري , و الإتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري, و جمعـية العـلماء المسلمين كانت سباقة في إشعال الكفاح المسلح أو الإ لتحاق به مبكرا قبل القيادات, و دفعها إلى دعـم الموقف و التشجيع على تعميمه. هذا ما يتجلى من خلال الدراسة الميدانية للحدث بالمنطقة الوهرانية منذ ليلة أول نوفمبر 1954.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك
  • لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

  • رابط هايبرتكست

    (إذا كانت مشاركتك تشير إلى مقال منشور على النسيج أو صفحة توفر المزيد من المعلومات، الرجاء إدخال اسم هذه الصفحة وعنوانها أدناه).